التخطي إلى المحتوى

توجه عالمي لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تحقيق الهدف الرابع منها المتمثل في استخدامها في منظومة التعليم والذي يعتبر أحد أهداف التنمية المستدامة، بهدف تعزيز فرص التعليم مدى الحياة للجميع.

موضوعات مقترحة

وتهدف تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الانفتاح على العالم والتعلم عن بعد بنفس لغة الطالب، الذي يتوافر له من خلال الذكاء الاصطناعي، لتمثل فرصه أكبر في التركيز وتحسين القدرات الذهنية والعقلية.

ويرى خبراء أن التعليم عن بعد سيوفر  للطالب من خلال برامج الذكاء الاصطناعي، التركيز وكأنه يتعلم بشكل منفرد مع مدرس خاص يدرس له ما يصعب عليه من خلال  توافر الحوار عبر برامج وتقنيات يوفرها الذكاء الاصطناعي، والذي يمتد بتقنياته الحديثة إلى مراقبة الطالب أثناء الامتحانات للتحكم في عملية الغش ومراقبة أماكن الامتحانات.    

اليونسكو تهتم بالارتقاء بالتعليم الهدف الرابع في التنمية المستدامة

يقول المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، إن مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم يعتبر من القضايا المهمة التي تشير لها اليونسكو ضمن الأهداف الأممية، وذلك ضمن الـ17 هدف المختصين بالتنمية، ويطلق عليهم أهداف التنمية المستدامة وتم إصدارهم في 2015  ومن المفترض أن يتم تحقيقهم حتى عام 2030.

وترى اليونسكو أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، هو أحد العناصر الرئيسية لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، الذي ينص على ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة للجميع”.

ومن خلال هذا الهدف الرابع الخاص بالتعليم، ترى منظمة اليونسكو أن التقنيات الحديثة التي ظهرت والتي من الممكن أن تساعد في التعليم الجيد، هي تطبيقات الذكاء الاصطناعي خاصة مع انتشارها الكبير حاليا، ودخولها في كافة مجالات الحياة، مما جعل ذلك سببا للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم لإتاحة فرص من التعليم الجيد  وتحسين جودته.

تطبيقات تساعد على الحوار مع برامج الذكاء الاصطناعي

ويشير المهندس زياد عبد التواب إلى أن الذكاء الاصطناعي، هو نوع من القدرة على البحث في قواعد بيانات كبيرة ومتنوعة جدا، كما يساعد على استخراج علاقات بين البيانات لا يمكن استخراجها  بالعقل البشري العادي.

المهندس زياد عبد التواب

وتابع: «ظهر حديثا تطبيقا يسمى ChatpGPT، وهو أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي ولديه القدرة في البحث في المعارف المختلفة، وهذا التطبيق يقصد به عمل حوار مع البرنامج بهدف البحث عن موضوع ما سواء موضوع تعليمي أو علمي أو فني، هنا يبدأ تطبيق ChatpGPT البحث في جميع قواعد البيانات المختلفة بسرعة كبيرة جدا،  ويتمكن بعدها من استخراج الأجزاء المختلفة  المرتبطة بالموضوع المطلوب البحث فيه، كما يساعد على عرض هذه الأجزاء مجتمعه في سياق متصل».

ويشير المهندس زياد عبد التواب، إلى أن تطبيق  ChatpGPT الذي يقوم  بالحوار مع برامج الذكاء الاصطناعي، هو أعلي تطبيقا في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ظهرت في أقل من شهر.

وتابع: ولكن هذا التطبيق المحاور غير متاح حتى الأن في كل دول العالم، لكنه متاح في بعض المناطق، وغير متاح في مصر ومنطقة الشرق الأوسط حتى الآن، ومن المفترض إتاحته في جميع دول العالم تباعا.

ويعتبر التطبيق المسمى ChatpGPT المحاور لبرامج الذكاء الاصطناعي، هو البديل لمحركات البحث  القديمة التي تعتمد على البحث من خلال استخدام كلمات، لكن مع التطبيقات الحديثة الموجودة ضمن الذكاء الاصطناعي ستوفر الكثير من البحث لمدد طويلة، واستبدالها باستخلاص الأجزاء والمعلومات والمقتطفات فقط التي يحتاجها  الطالب والباحث، بعد وضعهم في سياق معين  مناسب لطبيعة الدراسة الخاصة بالطالب،  وبهذه الطريق تتغير طريقة التعليم.   

مميزات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية تتيح التعليم بكل لغات العالم

ويضيف المهندس زياد عبد التواب، أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستكون قادرة على شرح المناهج للطلاب ، من خلال إقامة حوار لشرح ما يصعب فهمه على الطالب ، وكذلك من خلال هذه البرامج تتم وضع الامتحانات للطلاب، وتصحيحها وإعلان نتيجة الامتحانات أيضا.

وصرح أن استخدام الذكاء الصناعي في التعليم يؤدي إلى ثورة كبيرة جدا في نمط وجودة التعليم، وفي طريقة تلقي المعلومات وربما لا نحتاج للمدرس النظامي بالشكل المعتاد التقليدي، كما أنها برامج تساعد على تخطي حاجز المكان، من خلال التعليم في أي دوله في العالم من على بعد”.

وكذلك يتيح الذكاء الاصطناعي في التعليم التحاور مع الطالب باستخدام أي لغة تناسب المتلقي، وبالتالي سيزول حاجز اللغة؛ حيث كان من قبل تعتمد الدراسة في الخارج على ضرورة تعلم اللغة البلد قبل السفر.

الذكاء الاصطناعي يكشف الغش في الامتحانات

وفي سياق متصل، يقول مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، أنه يوجد جزء في الذكاء الاصطناعي مرتبطا بكشف الغش في الامتحانات، وذلك من خلال برامج جديدة لمراقبة عملية الامتحانات، مع التأكد من الإجابات وهل  إجابات الطالب نفسه أم قام بنقلها من أي عنصر خارجي، لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تراقب تصرفات الطالب وتتابع تعبيرات الوجه وتراقب الغرفة التي يؤدي فيها الامتحان.

وتابع: “كما أن التعليم من خلال الذكاء الاصطناعي، يكون له دور أيضا في وقت وجود عجز مالي عند إنشاء المدارس وإقامة المباني التي تحتاج أموالا كثيرة أو في حاله  وجود مشكلة في عدد المدرسين  وتأهيلهم والإنفاق عليهم، حتى لا يشكلوا عبئا على الميزانية، ولكن من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي سييسر جميع نواحي العملية التعليمية ،كما أنه ييسر سهولة الانفتاح على العالم”.

وأضاف: ومن مميزات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، انه قادر على توصيل المعلومة للطالب على حسب القدرات الذهنية لكل طالب، لأنه يعتبر كمدرس خاص لكل طالب، مما يزيد من عملية التركيز والفهم بشكل يتناسب مع قدرات الطالب الذهنية مما يساهم في جودة العملية التعليمية.

أسباب الهجوم على الذكاء الاصطناعي

ويرى المهندس زياد عبدا لتواب، أن البعض قد يهاجم وينتقد استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، بسبب أنه يضعف من القدرات العقلية  للإنسان،  وتجعله أكثر  اعتمادا على الأجهزة بشكل كبير، لذلك تتم محاولة مناقشة هذه القضية الأن حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بكافة جوانبه الإيجابية، وخفض أثاره السلبية على نمو القدرات العقلية والذهنية للإنسان.

الذكاء الاصطناعي حاليا في الصين

ويضيف عبد التواب، أن الذكاء الاصطناعي يطبق حاليا في مجموعة من الدول، من خلال استخدام بعض النماذج مثل الصين ولكنها تضع مجموعة من الأطر والمعايير، كما تضع إطار عام لمتخذي القرار لتحديد كيف يستعمل  الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم.

وأضاف: “ولكن هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي في الصين لم يتم بشكل كامل، حيث إن المتاح الأن هو وجود النموذج المختلط مابين أن جزءا من التعليم يستخدم الطرق التقليدية، وجزء أخرمنه يستخدم جزء من تقنيات  الذكاء الاصطناعي”.

ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل سريع، سنجد أن الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب ربما يصل إلى  مرحلة أنه يكون الأسلوب الوحيد في تنفيذ العملية التعليمية.

تقنيات الذكاء الاصطناعي تتيح تعلم لغات عديدة

يقول الدكتور حاتم عبد القادر، عميد كلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنوفية، ومن المهم أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحريا، لذلك يجب استخدامه جنبًا إلى جنب مع طرق وأدوات التدريس الأخرى ويجب أن يأخذ في الاعتبار السياق الثقافي والاجتماعي لنظام التعليم في مصر.

الدكتور حاتم عبد القادر

وأوضح أنه ورغم ذلك يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في العديد من التطبيقات في قطاع التعليم في مصر، تتضمن بعض الأمثلة ومنها 

  1. أنظمة التدريس الذكية (ITS)حيث يتم تطوير الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتوفير تجارب تعليمية مخصصة للطلاب، وتستخدم هذه الأنظمة تحليل البيانات وتقنيات التعلم الآلي لضبط نهج التدريس بناءً على أسلوب تعلم الطالب والتقدم.
  2.  تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على تصنيف مقالات الطلاب بناءً على معايير محددة مثل القواعد والمفردات والهيكل، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى توفير الوقت والموارد للمعلمين وتحسين كفاءة عملية وضع الدرجات.
  3. ويعتبر التعلم التكيفي نوعا من استخدام الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي لإنشاء منصات تعلم تكيفية تضبط صعوبة ومحتوى المواد بناءً على أداء الطالب. يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى خبرات تعليمية أكثر كفاءة وفعالية.
  4. تعلم اللغة يعتبر من أهداف استخدام التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلاب على تعلم لغات جديدة، بشكل أكثر كفاءة من خلال تقديم ملاحظات وتمارين مخصصة.
  5. ومن مميزات الذكاء الاصطناعي إدارة الفصل الدراسي لمراقبة وتحليل سلوك الطلاب في الفصل الدراسي ، مما يوفر للمعلمين رؤى حول كيفية تحسين مشاركة الطلاب ونتائج التعلم.
  6. تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم داخل مصر في قدرته على تخصيص تجربة التعلم، باستخدام البيانات المتعلقة بأداء الطالب واهتماماته بأسلوب التعلم الذي يتناسب مع قدراته.
  7.   كما يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تصميم المناهج وطرق التدريس وفقًا لاحتياجات كل طالب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعلم أكثر كفاءة وفعالية وأكثر تأثيراً ، فضلاً عن تجربة أكثر جاذبية للطلاب وتشويقاً لتحصيل العلمي والعملي.
  8. ويستطيع الذكاء الاصطناعي التأثير على مستقبل التعليم من خلال تقديم أنظمة تعليمية مساعده تستطيع محاكاة سلوك المعلمين البشريين، ويمكن للمدرسين والمساعدين المدعومين من الذكاء الاصطناعي تقديم ملاحظات وإرشادات للطلاب في الوقت الفعلي لدعم العملية التعليمية ، مما يساعدهم على بقاء الطلاب على المسار الصحيح والتغلب على أي تحديات قد يواجهونها.
  9. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات أداء واختبارات الطلاب وتقديم رؤى للمعلمين ، ومساعدتهم على تحديد المجالات التي قد يعاني فيها الطلاب وتعديل أساليب التدريس الخاصة بهم وفقًا لذلك.
  10. بالاعتماد علي الذكاء الاصطناعي نستطيع توفير الأدوات التعليمية العادلة والغير متحيزة وتوفير الفرص المتكافئة والعادلة للجميع داخل المنظومة التعليمية.

تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا وأهمية التفاعل البشري

ويشير عميد كلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنوفية، إلى أنه من المهم ملاحظة أن الذكاء الاصطناعي ليس الدواء الشافي لجميع التحديات التي تواجه قطاع التعليم، بينما يمكن أن تكون الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مفيدة بالتأكيد، إلا أنها ليست بديلاً عن المعلمين البشريين، وسيكون من المهم تحقيق توازن بين استخدام التكنولوجيا وأهمية التفاعل البشري في داخل الفصل والمدارس الحكومية والخاصة.

ويختتم الدكتور حاتم  كلامه،  قائلا ، أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم داخل مصر يضم إمكانات كبيرة لتغيير طريقة التعلم والتدريس ومع ذلك، ومن المهم التعامل مع دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم بحذر والتأكد من استخدامه بطريقة عادلة ومنصفة ومساعدة وتكمل دور المعلمين البشريين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.