التخطي إلى المحتوى

مساحة إعلانية

سلوى الملا

[email protected]

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

132

سلوى الملا

من حق العراق أن يفرح

12 يناير 2023 , 01:45ص

* العطش الروحي للانتماء والوجود والتقارب، وإحساس الغربة رغم الإحساس بالقرب الجغرافي، ومعه تعيش بُعدا روحيا وغربة موحشة!..


* أن يعيش الشعب إحساسا بأنه بعيد عن تظاهرات وتفاعلات وبطولات ولقاءات، وفرح دول وقارات يستطيع من خلاله أن يثبت وجوده وانتماءه وعروبته، وإحساس أنه جزء من لحمة عربية وخليجية خلقا وقرابة، وشهامة وأصالة وتاريخا يشهد بكل ذلك.. إحساس البُعد عن كل ذلك مؤلم!


* كأس الخليج زين 25 وما نشاهده من فرح حقيقي يعبر عنه العراقيون بكرم ترحيبهم وفرحهم وتواجدهم وحضورهم للملعب.. وتشجيعهم للمنتخبات المشاركة. وما نشاهده في برنامج المجلس مع المذيع الخلوق والإنسان خالد جاسم الذي أثبت أن النجاح يبدأ وينطلق من عمق الأخلاق والاحترام الصادق للضيوف.. وهذا لا يكلف ولا يتصنع بإظهاره وهو ما يحقق للضيوف الفرح الحقيقي والذكرى الطيبة التي تبقى راسخة في العقول والقلوب قبل أن تخلدها كاميرات وذاكرة الهواتف الذكية وكاميرات التلفاز..


* برنامج المجلس حقق معنى اللحمة والفرح والتعبير عنه من خلال استقبال ضيوفه من الجماهير بأعمار مختلفة.. أطفال ورجال واستقبالهم لهدايا معبرة وبسيطة تعبر عن مدى الفرح الذي يسكن أعماق أهل العراق وأهل البصرة.. وكم الكلمات والقصائد والأهازيج والرقص الذي يتغنون بها.. ويعبرون من خلالها عن حبهم وفرحهم للضيوف ولدولة قطر تحديدا..


* لغة السياسة لغة جافة.. وسلطوية، وتخلو أحيانا كثيرة من القيم الروحية والمشاعر والأحاسيس، أو الوقوف والالتفات إلى لغة التاريخ والعلاقات.. لغة السياسة لغة مصالح من الدرجة الأولى.. ولغة محسوبة ومدروسة وتفتقد العفوية والتعبير ورقة المشاعر..


* عانى العراق ومدنه سنوات من الحروب، وما تخلفه وتتركه خلفها من دمار وقتلى وجرحى وأشكال النزف والدموع.. وما تخلفه الحروب من أرامل وأيتام.. وتدمير لأركان الدولة والبيوت، وسنوات من الحصار، وسنوات من الإقصاء عن عروبته وسنوات من فرض سيطرة قوة خارجية.. !


* تقام وتقاس حال الدول والشعوب بقياس حكمة قيادتها، ومدى ما تمارسه من عدل وحكم رشيد يصب في مصلحة الشعب، وفي دبلوماسية ذكية في علاقاتها مع الجيران والدول.. ونقيض ذلك في فقد القيادة للرشد وللدبلوماسية.. بسيطرة قيادة ديكتاتورية لا ترى إلا مصلحتها ومن يلتف حولها.. ولا ترى غير ذلك.. لتعيش تاريخ سنوات تأتي اللحظة من تاريخ حاكم لينتهي حكمه ولا يبقى لهم تاريخ طيب ولا سيرة تذكرهم ولا تاريخ يخلد حكما رشيدا تركوه.


* استضافة البصرة لبطولة كأس الخليج 25.. رغم ما ظهر وكان من بعض الهفوات والسلبيات التي تأتي وتكون طبيعية بعد هذا الإقصاء والعزلة الدولية.. ولا يعني تقصيرا أو فشلا.. بل من الواجب أن تتكاتف الجهود ودول الخليج في مساندتها ودعمها لتقف وتستمر وتحقق نجاحا لبطولة تأتي على أرضها بعد غياب سنوات طوال.. من البعد الرياضي والسياسي..


* إحساس الفرح الصادق والحقيقي الذي ينطق صوتا ويظهر في أحداق الأطفال وأصواتهم وفرحهم، والذي يعبر عنه الكبار رجالا ونساء في كلمات ترحيب ودعوات مآدب غداء وعشاء، وما تعبر عنه حروف القصيد.. ورقيق الكلمات.. وما يترجم في هدايا حلوى وقوالب كيك.. وهدايا تعبر عن تراث وتاريخ العراق وحضارته.. وغيره من فرح نشاهده لأول مرة في فرحهم على كورنيش البصرة لضيوف البصرة، وما يعبرون عنه من شوق صادق ودموع معبرة لمهاجرين قدموا لوطنهم بعد طول سنوات هجرة وغياب.. لحضورهم البطولة.. وما يعبرون عنه من أفعال تعجز عنه الكلمات في التعبير عنها.. لدليل تعطش العراق ونهري دجلة والفرات لهذا الإرواء من المشاعر.. وهذا الحضور.


* آخر جرة قلم: العراق.. وبغداد.. والبصرة.. وكل المحافظات التي كنا ندرسها ونعرف أماكنها في خارطة العراق الجغرافية.. لأهم أماكن حقول النفط والمعادن.. وأهم مناطق الري والزراعة والنخيل. العراق مهد الحضارات وأرض الأدب والشعر.. والجمال.. العراق تاريخ أرض خصبة وولادة، وحضارة علوم وعلم وأدب وتراث تفوق دول حديثة لا تاريخ ولا حضارة ولم يكن لها وجود أمام تاريخ وعلم العراق.. كل ما في العراق مميز.. من نخلها الشامخ وتمرها المميز.. ومن تدفق وجري نهري دجلة والفرات.. ومن حلوى جادت بها أرضها.. بمنّ السماء أو ما يعرف بالمن والسلوى.. العراق.. من حقهم أن يفرحوا ويتباهوا بدولتهم والعرس الكروي الذي يقام على أرضهم.. نهنئكم بأجمل وأصدق العبارات والمشاعر بكل شيء تقدمونه وتسعون لتقديم الأفضل لضيوف البصرة.. فأنتم تستحقون الفرح دائما وتستحقون لصدق كرمكم وأخلاقكم الدعوات لتبقى العراق شامخة كـ نخلها.. ومستمرة وجارية للتقدم لجريان نهريها.. وقوية وقادرة على الوقوف كـ شعبها.. والله يديم الأفراح والأمن والأمان عليكم وعلى شعوب العالم..

مساحة إعلانية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.