التخطي إلى المحتوى

الذكاء هو القدرة على فهم الأمور ومعالجتها لاستخلاص أفضل ما بها من نتائج، وهو يعتمد كليًا على المعلومات المخزنة بالذاكرة الطبيعية والقدرة على الربط فيما بينها.

اقرأ ايضاً ثورة الذكاء الإصطناعي تغذو حياتنا

الذاكرة الطبيعية 

ظل البشر لملايين السنين يعتمدون على ذاكرتهم الطبيعية كمخزن للمعلومات المطلوبة في معالجة أمور حياتهم، وكان الناس يكونون خبرة معرفية أو بيانات تتراكم في ذاكرتهم الجَمْعيَّة مع تكرار المواقف والظروف البيئية.

وهذه التراكمات الكثيرة عبر مدد زمنية طويلة رغم فقدان الكثير منها كوّنت الغريزة التي تعمل في الإنسان وباقي الكائنات التي تستخدم في حل الأمور المستعصية أو في اجتناب المخاطر، أو حتى في التحليق بالخيال وإنتاج اكتشافات جديدة.

اقرأ ايضاً البشر و الذكاء الإصطناعي … إلى أين ؟

الذاكرة الرقمية

بعد استخدام الحجارة ثم الورق في حفظ المعلومات، وفي النصف الثاني من القرن العشرين اخترع الإنسان ما يعرف بـ(الذاكرة الرقمية)، وهي ذاكرة حاسوبية تتكون من شرائح إلكترونية تُقدر سعتها بمليارات من الـ(تيرا-بايت)، الـ (بَايت): هو وحدة قياس سعة تخزين حاسوبية، الـ(تيرا-بايت): مليار مليار بَايت، وكل (بَايت) يمكنه أن يخزن بيانًا.

وبتصنيف وتجميع تلك البيانات تنتج المعلومات المتنوعة، وعندما تضخمت تلك البيانات وتسارعت بشدة القدرة على تصنيفها وتجميعها نتج عدد كبير من المعلومات ذات الصلة، وظهر ما يعرف بـ”الذكاء الاصطناعي”.

اقرأ ايضاً الذكاء الإصطناعي وأنواعه والتعلم الآلي .

البيانات الضخمة وسرعة معالجتها

البيانات الضخمة هي مجموعة من حزم البيانات الضخمة جدًا عدديًا، ذات تنوع هائل، وهي معقدة بدرجة يصعب التعامل معها من حيث سرعة التخزين والبحث فيها وتحليلها ومشاركتها، لكن يتاح كل ذلك لنا متى استخدمنا معالجًا فائق السرعة، وهذه هي كلمة السر في أداء “الذكاء الاصطناعي”: بيانات ضخمة + معالج فائق السرعة.

الذكاء الاصطناعي

هو فرع من علوم الحاسوب مَعنيّ بتصميم برامج قادرة على التَعَلّم والاستدلال وغيرها من سمات “الذكاء الطبيعي” بشكل خَلاَّق مستمد من الذكاء البشري، ويستخدم البيانات الضخمة، والسرعة الفائقة في معالجتها ووصلها ببعضها في أداء ذلك، فبلا ذاكرة بها بيانات لا معلومات ولا “ذكاء اصطناعي أو طبيعي.

فوائد الذكاء الاصطناعي

في عصر يحمل كل منا حاسوبه الخاص في يده ويستخدمه أو على الأقل يتابع ما عليه لنحو 50% من وقت يقظته يسهل تحديد اهتماماته وتعريف شخصيته، ذلك من خلال ما يخزن في ذاكرة البيانات الضخمة العالمية من بيانات متعلقة بما يقرأ على هاتفه، وما يتفاعل معه وما يرفضه أو ما يستجيب إليه فورًا.

فبوجود تلك المراقبة الإلكترونية الدقيقة على النقرات التي تحدث من حاسوب معين على مواقع شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) يصنف الناس مجموعات متشابهة، وتربط باهتماماتهم وتغذيتهم بها في أجزاء من الثانية.

ومن ثم تتضح كل يوم أكثر لدى تلك البرامج هوِّية المستخدم، فتمده بما يتوافق معها مجددًا ليتفاعل هو أكثر مع اهتماماته بمستويات أعمق، وبالتالي لمبتغاه في النهاية ويضيف إلى نفسه ثراءً معرفيًا يحسن أداءه، أو بالأحرى إنتاجه -مهما كان بسيطًا- على الجهاز، فيزداد المحتوى المعلوماتي للبشرية، وهذا أيضًا يحسن الأداء المستقبلي لتلك الآليَّة الذكية.

الآلية الذكية وتأثيرها على البشرية

هذا الأداء المذهل متى تجمع في ذاكرة جَمْعيَّة إلكترونية للبشر يُنتج فوائد هائلة تتعاظم مع الوقت؛ ينتج: اختراعات جديدة، اكتشافات، تطبيقات أو برامج ذكية مدهشة، ندرك ذلك بوضوح عندما نقارن أنفسنا بالوضع القديم.

فقبل مئة عام فقط كان المرء يبحث -على ساقيه- عن مبتغاه غير الواضح لديه في كثير من الأحيان طوال حياته بالطرق التقليدية، والتي تتعرض لكثير من التشويش ولا يصل، ويفقد العالم إنتاج هذا الشخص وإبداعه إلى الأبد.

لا يمكن لتحليل إلكتروني أن يحلل أمور وجدانية، والإنسان في جوهره مخلوق وجداني، يلازم عمله وحياته على الدوام فعل الوجدان والشعور.

نجد من يرفض فائدةٍ ما من أجل مبدأ يؤمن به، بينهما المعالج الحاسوبي يفهم أن كل فائدة هي مطلب من مطالب البشر، يرفض إنسان المتعة؛ لأنها مُحرمة في حين نجد إعلانات السياحة والمتعة تلازم صفحات أكثر المواضيع أهمية على الإنترنت ذلك لمجرد أن نَقَر هذا الشخص على حاسوبه منذ عام على اسم مدينة سياحية معروفة، لذلك لا بد أن يكون العنصر البشري عاملًا على الدوام مع نتائج “الذكاء الاصطناعي”.

العالم في منتهاه

كثيرًا ما يظهر سؤال في أذهان المراقبين لنمو البشرية المعلوماتي وهو: إلى أين؟ هل سنبلغ الكمال المعرفي، وستتضح الحقائق عن كل الأشياء بشكل كامل أمامنا؟ الإجابة: نعم، إن كل اجتهادات البشرية على مدار تاريخها هدفها بلوغ هذا الكمال المعرفي، وتحسين جودة الحياة وقهر الجهل والظلمة.

إن الذكاء الاصطناعي من أهم الأدوات التي ستحقق هذا الهدف في المستقبل بعد أن حقق “الانفجار المعرفي” الذي نعيشه حاليًا، فبه سنسمع مَنْ لا يتكلم، وسنرى ما ومَنْ يختبئ، وبه سيتلاشى الخط الفاصل بين العلم والخَيَال وسيندمجان معًا ليكَوّنا واقعًا عمليًا مهيبًا، وبتطوره السريع ودمجه مع “الذكاء الطبيعي” ستُفك أمامنا طلاسم الوجود، وسيتجلى الكون ووجودنا به بكامل وضوحهما وبهائهما لنا، وستكون حياتنا مفعمة باكتشافات مهولة لا حصر لها لا يمكن التنبؤ بها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

شارك على فيسبوك

Linkedin

Pinterest

reddit

Email

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.