بالرغم من إيجابياتها الكثيرة، فإن التأثير الخطير لشبكات التواصل الاجتماعي لم يعد خافيا على أحد، خاصة على الأطفال والمراهقين. ولهذه الأسباب رفعت مدارس أميركية دعوى ضد شركات التكنولوجيا العملاقة.
وسلطت حلقة (2023/1/23) من برنامج “المرصد” الضوء على الدعوى القضائية المرفوعة قبل أسبوعين من قبل تجمع المدارس العامة في مدينة سياتل الأميركية ضد شركات التكنولوجيا العملاقة المالكة لـ” تيك توك” و”فيسبوك” و”إنستغرام” و”يوتيوب” و”سناب شات”، بهدف تحميلها المسؤولية عن أزمة الصحة العقلية التي تعصف بطلاب المدارس.
وجاء في الشكوى أن مواقع التواصل تحولت إلى مصدر إزعاج عام، بسبب استهداف محتواها لأدمغة الأطفال والمراهقين. ومن التأثيرات المدمرة التي ذكرتها، القلق والاكتئاب واضطراب الأكل وصعوبة التعلم والتنمر الإلكتروني، الذي أدى إلى عدد من حالات الانتحار.
وتضمنت الشكوى المؤلفة من 91 صفحة أن مواقع التواصل أجبرت المدارس على تعيين مختصين نفسيين لمراقبة سلوك الطلاب، كما اتهمت الشكوى مبرمجي هذه المنصات على تصميمها لتكون خاصة للإدمان، والتسويق للمحتوى الضار، والاستفادة من أدمغة المراهقين التي لا تزال في طور النمو.
وأضحى تأثير منصات التواصل على المراهقين محورا لدراسات الخبراء، ومادة خصبة لإثارة الجدل عبر وسائل الإعلام. وخلصت دراسة لجامعة نورث كارولينا الأميركية استمرت 3 سنوات وأجريت على المراهقين إلى أن نحو 78% من المشاركين يتفقدون هواتفهم كل ساعة على الأقل.
بينما يوجد 46% من هؤلاء المراهقين على منصة واحدة بشكل مستمر من المنصات التي شملتها الدراسة، ما يعني تعرضهم بشكل مباشر للردود التي تأتيهم على صورهم ومنشوراتهم.
وحذرت دراسة للجمعية الأميركية المتخصصة في طب الأطفال “جاما” (Jama) من أن تفقد المراهقين المتكرر لشبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يعيد تشكيل الطريقة التي تتطور من خلالها أدمغتهم، ما يجعلهم أكثر حساسية تجاه المكافآت أو العقوبات الاجتماعية الرقمية مثل الإعجابات والإشعارات والتعليقات.
اتجاه معاكس
وفي ولاية نيويورك الأميركية أسس مجموعة من المراهقين ناديا للتحرر من التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال الاستغناء عن هواتفهم الذكية واستعمال الهواتف البسيطة التي تمكن صاحبها من الاتصال وإرسال الرسائل النصية فقط.
وأطلق المراهقون على ناديهم اسم “مناهضو التطور التكنولوجي” وقرروا من خلال النادي الابتعاد عن الحياة الافتراضية، والعودة إلى الحياة الواقعية والاستمتاع بوقتهم من خلال ممارسة هواياتهم التقليدية مثل الرسم والقراءة والموسيقى وغيرها.
التعليقات