محاولة فاشلة لاختطافه في العاصمة الماليزية كوالا لمبور من قبل يد جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) كشفت عن الكثير من الأسرار التي كانت تمر من تحت رادار الصحافة والإعلام .
الصدفة وحدها كشفت سرا الأسرار عن الناشط الفلسطيني عمر البلبيسي الذي كان يعمل مطور برامج أندرويد من قطاع غزة.
وكان يعمل مطور برامج وتطبيقات، وولد في غزة، ويعتقد في أنه عضو في وحدة السايبر التابعة لحركة حماس، وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت إنه: “تم اختطافه للحصول على معلومات حول برامج لاختراق الهواتف المحمولة”.
البلبيسي حصل على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من الجامعة الإسلامية بغزة، وبدأ عمله في التطوير والبرمجة عام 2011، وفي عام 2013 بدأ أيضا في تطوير تطبيقات أندرويد.
وعمل مدرسا في عدد من الأكاديميات لتدريب المبرمجين، خاصة في غزة، ولا يكشف عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أي صلة بحركة حماس أو أي دعم لها.
غادر قطاع غزة إلى إسطنبول عام 2020، ونجح في إنشاء وحدة سيبرانية استخبارية، تعمل وفق تعليمات قيادة حماس في غزة، دون علم السلطات التركية كما تزعم الصحافة الإسرائيلية.
كشف الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أيام، لأول مرة عن امتلاك الحركة وحدة سايبر عملت بالخفاء ضد الاحتلال، خلال السنوات الماضية، وعن بعض مؤسسيها الذين اغتالتهم الاحتلال.
وبحسب الرواية الإسرائيلية فقد وصل البلبيسي قبل نحو 3 أسابيع، إلى ماليزيا، وظهرت عبر صفحته إشارات لأماكن مختلفة في العاصمة الماليزية، قبل أن ترد تقارير عن اختطافه، وحُذفت جميع صوره من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما كشفت وسائل إعلام ماليزية أن الخلية التابعة لجهاز لموساد، والتي اعتقلتها كوالالمبور أخيرا كانت تضع أعينها لمراقبة واختطاف 6 فلسطينيين مقيمين في ماليزيا.
وأعلنت أجهزة الأمن في ماليزيا عن تفكيك شبكة تجسس تابعة لجهاز الموساد ، تضم 11 ماليزيا.
وأعلنت أجهزة الأمن في ماليزيا عن تفكيك شبكة تجسس تابعة لجهاز الموساد ، تضم 11 ماليزيا.
وكانت وسائل إعلام ماليزية قد كشفت أن خلية الموساد اختطفت خبيرا فلسطينيا في تكنولوجيا المعلومات ونقلته إلى منزل ريفي في ضواحي العاصمة، قبل أن تتمكن المخابرات الماليزية من الوصول إلى الخاطفين خلال 24 ساعة واعتقالهم وتحرير الرهينة.
كان ذلك بعد الساعة العاشرة مساء بقليل يوم 28 أيلول، حين كان فلسطينيان، وكلاهما خبير في برمجة الحاسوب، يهمان بركوب سيارتهما المتوقفة بعد تناولهما العشاء في مركز تجاري قريب.
بعدها جاءت سيارة بيضاء، وتوقفت بجانبهما، وخرج منها 4 رجال توجهوا إلى الفلسطيني الأول الذي كان يجلس على مقعد السائق، وضربوه ثم اصطحبوه عنوة إلى سيارة متوقفة، وقالوا له إن زعيمهم “يريد التحدث معه”.
حاول الفلسطيني الآخر مساعدة صديقه، لكنهم حذروه من المحاولة، وأخبروه أنه من الأفضل له أن يبقى بعيدا.
لكن حين تبين له أن هذا قد يكون من عمل عملاء إسرائيليين، ركض إلى فندق قريب لطلب المساعدة من أفراد الأمن المتمركزين هناك، بعد أن انطلقت السيارة التي تحمل صديقه وتبعتها سيارة أخرى. وقدم الفلسطيني الثاني بلاغا في مركز الشرطة بعد حوالي 40 دقيقة من اختطاف صديقه.
حسب الصحيفة الماليزية، تعرض الفلسطيني المخطوف للضرب داخل السيارة، وأخذ خاطفوه هاتفه المحمول، وأجبروه على فتحه، لكنه أقنعهم بأن الهاتف يخص صديقه.
حسب الصحيفة الماليزية، تعرض الفلسطيني المخطوف للضرب داخل السيارة، وأخذ خاطفوه هاتفه المحمول، وأجبروه على فتحه، لكنه أقنعهم بأن الهاتف يخص صديقه.
فيما يعتقد أن الخاطفين تخلصوا من الهاتف المحمول وهم في طريقهم إلى مقاطعة كوالا لانغات خوفا من كشف موقعهم. وأُدخل الفلسطيني المختطف بعد تقييده وعصب عينيه إلى غرفة في شاليه في منطقة هادئة، حيث قيده الخاطفون (ماليزيون) إلى مقعد.
فتح الخاطفون خط اتصال بالفيديو كان عليه رجلان، يعتقد أنهما إسرائيليان، بادراه بالقول: “أنت تعلم لماذا أنت هنا؟”.
الأنباء التي تسربت كشفت أن “العملاء الذين نفذوا عملية الخطف ربما لم يفهموا جديا ما أراده مدربوهم الإسرائيليون والماليزيون الآخرون في الشاليه؛ لأنهم تصرفوا بحماقة، وتركوا الفلسطيني الآخر يفلت منهم.. الذي ربما كان الصيد الأثمن”.
لم يبالِ الخاطفون أيضا بتغطية وجوههم، وهي خطوة بديهية في أي عملية سرية. وقيل أيضا إن رقم لوحة السيارة المستخدمة في العملية حقيقي. وكان الشاليه يضم غرفة أخرى بنفس التجهيزات مخصصة للضحية الثانية.
خلال الأربع والعشرين ساعة التالية، كان الضحية يتعرض للاستجواب والضرب من العناصر الماليزية حين لا ترضي إجابته الإسرائيليين. وفي غضون ذلك، كان أحد العملاء الماليزيين على اتصال مباشر مع إسرائيلي آخر لنقل أوامره.
حيث قال: “أراد الإسرائيليون أن يعرفوا خبرته في تطوير تطبيقات الحاسوب، وقوة حماس في تطوير البرمجيات، وأعضاء كتائب القسام الذين يعرفهم ونقاط قوتهم”.
بينما باشرت الشرطة عملها في القضية في الحال، وتمكنت من تتبع مسار السيارة وتمكنت من الوصول إلى الشاليه.
حين داهم فريق الشرطة الغرفة، كان الاستجواب مستمرا، وسع الرجلان الإسرائيليان على الطرف الآخر من الخط اللذان أربكتهما الفوضى الحاصلة، وهما يهتفان: “مرحبا.. مرحبا” قبل أن يغلق الخط.
كان السؤال الأخير الذي طرحه الإسرائيليون على الضحية، قبل دخول الشرطة مباشرة هو: مَن مِن قادة “حماس” التقى بصديقه. وقال المصدر: “لو لم تتحرك الشرطة الماليزية بسرعة، لاختفى الضحية على الأغلب”.
فيما غادر الفلسطينيان ماليزيا بعد هذه الواقعة، وأصيب الضحية بجروح في جسده ورأسه وساقيه.
وزارة الداخلية الماليزية، وخلال تحقيقها مع المتهمين، كشفت أن عددا من الفلسطينيين أيضا كانوا على قائمة الاستهداف، وهم من الأعضاء في الأوساط الأكاديمية في الجامعات المحلية، يحاضرون في التخصصات المهنية، بما في ذلك الهندسة.
وبحسب الصحيفة الماليزية، فإنه من الواضح أن هؤلاء الفلسطينيين كانوا على رادار الموساد، وأن اختطافهم أو قتلهم يمكن أن يكون مجرد مسألة وقت.
كما عثرت قوات الأمن الماليزية على ملفات شخصية كاملة للمستهدفين بحوزة أعضاء خلية الموساد، تشمل صورا حديثة لهؤلاء الرجال وهم يمارسون روتين حياتهم اليومي، كما تم تحميل صور سياراتهم، إضافة لمعلومات عن أُسرهم وأطفالهم.
وسبق أن اغتيل في العاصمة كوالالمبور المهندس والأكاديمي الفلسطيني فادي البطش في نيسان عام 2018، على يد الموساد لتقضي على مشروع عالم لم يكتمل.
والموساد، جهاز استخبارات إسرائيلي يقوم بتنفيذ عمليات سرية وإرهابية خارج حدود فلسطين المحتلة، ورغم أن ماليزيا دولة تبعد آلاف الأميال ولا تعترف بوجود دولة الاحتلال من الأساس، يسعى الموساد ليكون هناك، بعد أن تحولت إلى قاعدة عمل لأعضاء ينتسبون لحركة حماس.
وكان إنشاء الموساد بشكله الحالي أواخر عام 1949، بينما تم إنشاؤه لأول مرة عام 1937 بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود للأراضي الفلسطينية، كمنظمة للهجرة غير الشرعية تابعة لإحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن.
ويعمل الموساد بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات مباشرة من قادة الاحتلال، مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله. بجانب تنفيذ عمليات الاغتيال والتجسس على جميع الدول استثناء يقوم أيضا بالعمل على إقامة علاقات وصفقات سرية لصالح دولة الاحتلال.
والموساد مستقل عن “الشاباك” جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، فهو جهاز مخابرات مختص بالعمليات الخارجية فقط.
وأصبحت ماليزيا وجهة تعليمية مناسبة لإنشاء كوادر علمية وأكاديمية فلسطينية، حيث يعيش الآن في ماليزيا أكثر من حوالي 3 آلاف طالب فلسطيني، ويعمل الكثيرون منهم في منظمات وجمعيات تابعة لحركة حماس.
بالإضافة لذلك، يمتلك الفلسطينيون هناك حضورا بارزا حيث يلقى الفلسطينيون دعما كبيرا في ماليزيا من مسؤولين في الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، والذي كان يحضر مناسبات عديدة تنظمها الجمعيات الفلسطينية هناك.
ولدى الفلسطينيين عدة جمعيات تصل إلى حوالي سبع جمعيات تقريبا، ويزعج هذا الحضور والتفاعل الثقافي والسياسي الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي، مما دفع وزارة الدفاع الإسرائيلية في عام 2020 إلى تصنيف المركز الثقافي الفلسطيني في ماليزيا على أنه “منظمة إرهابية” مما يعطي الحكومة الإسرائيلية المبرر القانوني لملاحقة أي شخص تشك له علاقة مع هذه المنظمة وفاعليتها.
ويعتبر الاحتلال المركز واحد من المنظمات التي تدعم “حماس” في جنوب شرق آسيا، مما يوضح مدى تواجد ونشاط الموساد الإسرائيلي داخل الأراضي الماليزية.
ويتواجد عدد كبير من الفلسطينيين في الخارج في بلدان أوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا والسويد وأيضا ماليزيا، ولم يخف الاحتلال وأجهزته الأمنية نواياها عن ملاحقة “حماس” وأتباعها، فقد صرح من قبل مسؤول أمني إسرائيلي: “لو اعتقد البعض أن بعد ماليزيا يمنعنا من ملاحقة نشاط حماس هناك، فهو مخطئ”.
وعقب فشل محاولة الاختطاف الأخيرة نقل موقع “واي نت” الإسرائيلي عن وسائل إعلام ماليزية، أن العملية انتهت بطريقة مختلفة عن تلك التي خطط لها، وأنها احتوت على إخفاق عملياتي واضح بعد فشل تحديد هوية الشخص المطلوب اختطافه.
عملية اختطاف البلبيسي كشفت عن ضلوع خلية الموساد في التجسس على مواقع مهمة بالبلاد منها مطارات، فضلا عن اختراقها شركات إلكترونية حكومية، ولم تستبعد هذه المصادر وجود خلايا أخرى نشطة للموساد.
فيما قالت المصادر ذاتها إن الموساد استعان لتنفيذ العملية بعملاء ماليزيين كان قد دربهم في دول أوروبية.
وليست هذه المرة الأولي التي فيها يقتحم الموساد خصوصية وأمن دول أخرى، ليقوم بعمليات قتل واغتيال وصفتها العديد من دول أوروبا بـ”الإرهابية”.
وتأتي مخاوف الاحتلال من القدرات الإلكترونية لحركة حماس، فقد زعم يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، في موقع ” إسرائيل تايم”، أن “المنظومة الإلكترونية لدى حماس تتجهز للعمل ضد البنى المدنية والأمنية الإسرائيلية في الحرب القادمة، حيث يعمل نظامها السيبراني لاختراق أجهزة “أندرويد” لدى الإسرائيليين، مما دفع الموساد لاختطافه واستجوابه عن بعد من خلال مكالمة فيديو، دون التواجد الفعلي لعملاء الموساد في ماليزيا نفسها، ولكن من خلال عملاء محليين عملوا لصالحه، وهي طريقة يستخدمها الموساد بالفعل في بعض عملياته السرية في إيران”.
وكشف أن “نظام حماس السيبراني يشرف عليه سلسلة من المهندسين المحترفين، وتشمل إنجازاته تطوير النظام السيبراني وتطوير برمجيات للحرب الإلكترونية، ومن المهام التي قام بها قطع الكهرباء عن التجمعات الاستيطانية المحيطة بقطاع غزة، وضرب العشرات من الخوادم والمواقع الإسرائيلية، والتسلل إلى الهواتف وأجهزة الكمبيوتر لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، واقتحام الكاميرات الأمنية في منشآته الأمنية، والتشويش على تردداته، واقتحام هاتف مدير الصناعات الفضائية، واختراق أجهزة الكمبيوتر لحافلات شركة إيغد الرئيسية لدى الاحتلال، واختراق القنوات التلفزيونية الإسرائيلية”.
وتكشف التقارير أن “حماس” استثمرت خلال العقد الأخير الكثير من المقدرات المالية والمعدات لإقامة هذه المنظومة التقنية، في محاولة منها لجمع معلومات استخبارية عن جيش الاحتلال.
وتبدو “حماس” وقد نجحت في نقل المعركة مع الاحتلال إلى ساحات أخرى أكثر خطرا على الاحتلال من مئات الصواريخ.
التعليقات