التخطي إلى المحتوى

رياضة

18

الدوحة مسرح لصراع مترقب بين العراقة والطموح

17 نوفمبر 2022 , 07:00ص

حسين عرقاب

مع اقتراب إعطاء ضربة البداية للنسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم التي ستحتضنها الدوحة بداية من 20 نوفمبر الحالي، بدأت التوقعات حول هوية البطل المقبل بالتمرجح بين قطبين عنوان أولهما المدارس العريقة وصاحبة الباع الطويل في هذه المنافسة كالبرازيل وألمانيا بالإضافة إلى الأرجنتين وفرنسا حاملة النسخة الأخيرة، في حين تشكل الثاني من مجموعة من المنتخبات الطموحة الباحثة عن التربع على عرش الكرة العالمية لأول مرة في تاريخها، وعلى كرواتيا وصيفة مونديال روسيا 2018، وبلجيكا صاحبة المركز الثالث، زد عليهما هولندا غير المحظوظة والبرتغال في آخر مشاركات نجمها الأسطوري كريستيانو رونالدو، فهل سيبتسم المونديال في نهائي 18 من شهر ديسمبر المقبل في وجه معارفه السابقين، أم أنه سيفتح الأبواب أمام فرد جديد من عائلة المتوجين.

 


البطل التاريخي


الحديث عن قائمة المتنافسين على لقب كأس العالم قطر 2022، يجب يبدأ بوضع اسم منتخب البرازيل البطل التاريخي لهذه البطولة بخمسة ألقاب، شرع في جنيها من مونديال السويد عام 1958 مرورا بالتشيلي والمكسيك في 1962 و1970، وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 وطبعة 2002 في كل من كوريا الجنوبية واليابان، الذي شهد آخر تتويجات السليساو كما يطلق عليهم بهدفي الظاهرة رونالدو وريفالدو في الموقع الختامي أمام ألمانيا بنجومها الذين تقدمهم القائد بالاك والحارس التاريخي لبايرن ميونيخ أوليفر كان.


ولعل غياب البرازيل عن حصد هذا اللقب لمدة 20 عاما يعد أحد أهم الدوافع التي ستدفع بأبناء المدرب تيتي للبحث عن الهيمنة العالمية من بوابة مونديال الدوحة، الذي سيدخله راقصو السامبا بجميع أسلحتهم الفتاكة، وعلى رأسها القائد نيمار داسيلفا، الذي قد يشارك لآخر مرة في العرس العالمي قبل قرار الاعتزال الدولي، حسب ما كشف عنه في آخر تصريحات لجريدة غلوبو البرازيلية، والتي أكد فيها بأن هدفه في هذه البطولة سيكون العودة بالكأس إلى العاصمة برازيليا، من أجل زيادة حظوظه في التتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم الموسم المقبل لأول مرة في تاريخه.

 


احتلال الصدارة


وبعيدا عن البرازيل يعد المنتخب الألماني أحد أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم قطر 2022، في ظل المستويات المبهرة التي يقدمها في الفترة الأخيرة تحت قيادة المدرب السابق لنادي بايرن ميونيخ هانسي فليك الذي نجح في إعادة الهيبة للماكينات كما يطلق عليهم بعد بدايتهم المتعثرة في تصفيات المونديال في عهد واكيم لوف، ليتداركوا الأوضاع بعد ذلك وينجحوا في اقتناص تأشيرة العبور إلى الدوحة كأول منتخب يحظى بهذا الشرف.


وسيطمح المانشافت خلال هذه الدورة إلى تجاوز خروجهم المذل في مونديال روسيا 2018 من مرحلة المجموعات، وبلوغ نهائي ملعب لوسيل ومن ثم التغلب على منافسهم لتزيين خزائنهم بالكأس العالمية الخامسة، التي سيتجاوزون من خلالها إيطاليا الغائبة عن العرس العالمي ويتساوون مع المنتخب البرازيلي على أرس قائمة المنتخبات الأكثر تتويجا بالمونديال، عقب أن تمكنوا من بلوغ ذلك في أربع مرات سابقة أولها في سويسرا عام 1954 وآخرها في البرازيل سنة 2014 وبينهما كأسا ألمانيا في 1970 وروما 1990.

 


أرجنتين ميسي


كثيرا ما قورن قائد المنتخب الأرجنتيني الحالي ليونيل ميسي مع الأسطورة السابقة للتانغو دييغو أرماندو مارداونا، والذي مالت الكفة لمصلحته لدى العديد من عشاق القميص الأزرق والأبيض، لا لسبب سوى أن نجم نابولي السابق نجح في التتويج رفقة منتخب بلاده بكأس العالم لكرة القدم في المكسيك عام 1986، في حين عجز لاعب باريس سان جيرمان عن بلوغ ذلك لحد الآن وهو المقبل على رابع مشاركاته العالمية، وهو ما سيدفع بكل تأكيد بليونيل ميسي الذي خسر التاج في البرازيل قبل ثماني سنوات من الآن إلى تقديم أفضل ما لديه وقيادة منتخب بلده لحصد ثالث ألقابه العالمية.


ومما يرفع حظوظ التانغو في الفوز بمونديال قطر 2022 ليس تواجد البولغا في آخر مشاركاته المونديالية فقط، بل المستوى المميز الذي بات يقدمه هذا المنتخب تحت إمرة مدربه الأرجنتيني سكالوني الذي عرف كيف يستغل المفاتيح التي يملكها بين يديه انطلاقا من ديبول وصولا إلى ديماريا ومارتينيز مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، وهو ما مكنه من التتويج بلقب الكوبا أمريكا الخامس عشر في تاريخ راقصي التانغو العام الماضي ما سيرفع معنوياتهم بكل تأكيد قبل خوض غمار النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم هنا في الدوحة بعد أيام قليلة من الآن.

 


فرنسا والثالثة


بهدف الحفاظ على اللقب العالمي والتتويج به للمرة الثانية تواليا والثالثة في تاريخه سيدخل المنتخب الفرنسي غمار المونديال في نسخته الثانية والعشرين هنا في الدوحة بعد أيام قليلة من الآن، وبالرغم من الغيابات الكثيرة التي تشهدها قائمة الديكة بسبب الإصابات في هذه الطبعة، وعلى رأسها الرئة نغولو كانتي وميزان وسط الميدان بول بوغبا، بالإضافة إلى صخرة الدفاع كيمبيبي، إلا أن أبناء المدرب ديشان يملكون كل الإمكانيات لحصد الكأس والعودة بها إلى باريس مرة أخرى.


ومن أبرز كلمات السر في صفوف الديكة في هذه البطولة قائد ريال مدريد وأفضل لاعب في العالم لهذا العام كريم بنزيمة، العائد إلى الزرق مؤخرا والباحث عن الثأر من تغيبه في التتويج الأخير بموسكو وإثبات موهبته الفذة، زد إليه الموهبة الصاعدة كيليان مبابي القادر على قلب مجريات المباريات بلمسة واحدة، والحارس الأمين هوغو لوريس المتألق مع توتنهام هذا الموسم.

 


برازيل أوروبا


سيكون عشاق الكرة في هذه المونديال على موعد مع آخر ظهور للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في منافسات كأس العالم، الذي قد يشكل آخر ظهور دولي بالنسبة لنجم مانشستر يونايتد، الذي سيطمح بكل تأكيد إلى تعليق قميص برازيلي أوروبي وهو مرصع بنجمة على الأقل، بعد أن نجح في السابق في التتويج بكأس أمم أوروبا بفرنسا 2016، وهو الطموح المشروع بالنسبة لرونالدو الذي سيخوض غمار هذه المعركة في كتيبة تضم العديد من المحاربين المميزين، من بينهم نجما مانشستر سيتي بيرناندو سيلفا وجواو كانسيلو.

 


طرد النحس


وبالرغم من تاريخه الخالي من التتويجات المونديالية وغيابه في نسخة البرازيل إلا أن استبعاد المنتخب الهولندي عن المرشحين للتتويج بلقب كأس العالم قطر 2022 يبقى أمرا مستبعدا، بالنظر إلى التقاليد الكبيرة للطواحين في هذه المنافسة أو للأبطال الغير متوجين، كون أن هولندا احتلت الوصافة في ثلاث نسخ سابقة جرت أعوام 1974 في ألمانيا، والأرجنتين عقب ذلك بأربع سنوات، وجنوب أفريقيا 2010 أمام إسبانيا بهدف للاشيء من تسجيل أندريس إنييستا.


وما يزيد من حظوظ هولندا في طرد النحس والتتويج لأول مرة بلقب المونديال، هي النتائج المميزة التي حققها البرتقاليون تحت قيادة المدرب لويس فانخال العائد إلى قيادة سفينة منتخب بلاده، انطلاقا من مرحلة التصفيات التي حقق فيها زملاء القائد فان دايك العديد من الأرقام الإيجابية، التي ستسهم من دون أي أدنى شك في رفع الثقة لدى القادمين إلى الدوحة من العاصمة أمستردام، وهم كلهم أمل في بلوغ الحلم والتربع على عرش الكرة العالمية.

 


رغبة الثأر


من جانبه سيكون المنتخب الكرواتي الذي حقق أفضل نتائجه المونديالية في النسخة الأخيرة باحتلاله الوصافة بعد خسارته في المباراة النهائية أمام المنتخب الفرنسي، على موعد الثأر من إخفاقهم الماضي ومحاولة البحث من جديد عن أول تتويجاته العالمية هنا على أرض الدوحة، التي يأمل زملاء القائد مودرتيش في أن تشكل محطة خير بالنسبة لهم بعد ما عاشوه في موسكو التي أوصلتهم إلى البئر دون أن تسقيهم، وأبكتهم بعد مشوار مميز تمكنوا خلاله من إقصاء العديد من المنتخبات القوية كإنجلترا.


ولن تكون مهمة الكروات في بلوغ هذا الهدف بهذه السهولة، وهم الذين سيتواجدون أولا في المجموعة السادسة التي تضم معهم منتخب بلجيكا، بالإضافة إلى المغرب وكندا العائدة إلى الواجهة بعد 36 عاما من الغياب، ومرور كرواتيا من هذا الحاجز سيلعب دورا كبيرا في زيادة حظوظ أبناء المدرب زلاتكوداليتش، الذين يطمحون في تزيين خزائنهم بهذه الكأس الغالية.

 


الحلم البلجيكي


وغير بعيد عما حققته كرواتيا في النسخة الأخيرة نجحت بلجيكا بفضل جيلها المميز من اللاعبين في احتلال المركز الثالث في مونديال روسيا 2018، وهو ما يجعلها بكل تأكيد أحد أبرز الأضلاع المنافسة على لقب كأس العالم قطر 2022، خاصة وأن المنتخب البلجيكي سيحط الرحال هنا في الدوحة مدججا بغالبية نجومه المشاركين في الطبعة الماضية، وفي مقدمتهم القائد إيدين هازارد بالإضافة إلى نجم وسط ميدان نادي مانشستر سيتي كيفن ديبروين، والدبابة روميلولو كاكو، وهو الثلاثي بإمكانه قلب الموازين في أي من اللقاءات التي سيخوضها الشياطين في مشوارهم نحو أول ألقابهم المونديالية.

 


الحصان الأسود


إلى جانب منتخبي إسبانيا وإنجلترا أصحاب التاج الوحيد، يبدو أن المنتخب الدنماركي سيكون واحدا من بين المرشحين لتشريف الكرة الأوروبية هنا في مونديال الدوحة، وهو الذي يصفه الكثير من المتابعين للكرة العالمية بالحصان الأسود من الآن بالنظر إلى النتائج الطيبة التي حققها في الفترة الأخيرة، وعلى رأسها التأهل المبكر إلى العرس العالمي في نسخته الثانية والعشرين، والتي ستحتضنها قطر، بالإضافة إلى الوصول إلى نصف نهائي كأس أمم أوروبا الأخيرة والخروج على يد إنجلترا بصعوبة على ملعب الويمبلي، زد إلى ذلك الفوز على فرنسا بطلة العالم ذهابا وإيابا في مرحلة مجموعات الدوري الأوروبي، وهي الإنجازات التي توحي بأن مشاركة الفايكينغ في هذه البطولة لن يكون من أجل التواجد فيها وفقط بل سيتعداها بكثير نحو كسر أحسن أرقامهم العالمية بالتواجد في الدور ربع النهائي في مونديال فرنسا 1998، ولما لا التتويج بالمونديال في صورة غير مسبوقة بالنسبة للقادمين من العاصمة كوبنهاغن.

اقرأ المزيد

alsharq

نبض المونديال

معركة نورينبرغ
شهد مونديال ألمانيا 2006، واحدة من أشهر المباريات في تاريخ كأس العالم، التي جمعت بين منتخبي… اقرأ المزيد

24

| 17 نوفمبر 2022

مساحة إعلانية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.