التخطي إلى المحتوى

ت + ت – الحجم الطبيعي

أكد خبراء في التحول والاستثمار التقني أن أجندة دبي الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة «D33» التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تضع دبي على خريطة الاقتصاد الجديد القائم على التحول الرقمي وتؤسس لمرحلة مقبلة ستكون فيها دبي أن تكون دبي المنافس العالمي الأول على ساحة الاقتصاد العالمي.

وتهدف دبي تحت أجندتها الاقتصادية الجديدة، D33، إلى مضاعفة حجم الاقتصاد في المدينة خلال العقد المقبل، وتعزيز مكانة دبي كأحد أكبر ثلاثة مراكز اقتصادية في العالم. وتحت الأجندة الاقتصادية، يصل إجمالي الأهداف الاقتصادية إلى أكثر 32 تريليون درهم خلال العشرة أعوام المقبلة، وتتضمن الأجندة تأسيس 100 مشروع تحويلي.

وتخطط الأجندة إلى مضاعفة التجارة الأجنبية لتصل إلى 25 تريليون درهم، وإضافة 400 مدينة جديدة لشبكة التجارة الخاصة بالإمارات.

ولفت الخبراء في تصريحات خاصة لـ«البيان» إلى أن تركيز D33 على الاقتصاد الرقمي والمعرفي يتوقع له أن يضيف 100 مليار درهم لاقتصاد دبي سنوياً.

كما سيسهم بشكل كبير في تحويل العديد من أفكار وإبداعات الشركات والأفراد من جميع أنحاء العالم إلى مشاريع مبتكرة تسهم في دفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي في دبي وسيكون لها عوائد بعيدة المدى على ازدهار اقتصاد الإمارة والإمارات عموماً، مؤكدين أن الاستثمار في التقنيات الحديثة أصبح وقود محركات الإبداع في القطاعين الحكومي والخاص في الإمارات.

وأضاف الخبراء أن تركيز D33 على دعم ركائز الاقتصاد المعرفي من خلال تشجيع شركات التقنية الناشئة على التحول الرقمي سيكون عاملاً رئيسياً في استدامة القدرة التنافسية لاقتصاد دبي الذي يشكل كذلك ضمانات للمستقبل خصوصاً في ظل التحولات والمتغيرات الاقتصادية التي نراها من حولنا اليوم.

استثمارات

وقال فيجاي فاليشا، رئيس قسم الاستثمار، في «سنشري فاينانشال» للاستثمار: إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن الأجندة الاقتصادية والتي تسعى لجعل دبي أحد المراكز المالية الأربعة الأهم في العالم سيعزز من مبادرات التحول الرقمي في القطاع الخاص ويجذب المزيد من الاستثمارات المباشرة إلى الإمارة في السنوات المقبلة.

وأضاف: «شهدت دبي خلال النصف الأول من العام 2022 استثمارات أجنبية مباشرة بلغت 13.72 مليار درهم، هذا بالإضافة إلى رقم قياسي جديد في مشروعات الاستثمارات الأجنبية المباشرة وصل إلى 492 مشروعاً، أسهمت في توفير 15164 فرصة عمل خلال النصف الأول من العام الماضي. ومن المؤكد الترحيب والتأهب للهدف الطموح وهو تحقيق استثمارات أجنبية مباشرة تبلغ 700 مليار درهم.

حيث يزيد من فرص العمل الجديدة ويدعم الاقتصاد على نحو كبير، ومن المتوقع أن يضيف التحول الرقمي كذلك 100 مليار درهم لاقتصاد دبي سنوياً. كما ستعزز أجندة دبي الاقتصادية الجديدة من طموحات الإمارات لكي تصبح إحدى الدول الرائدة اقتصادياً ضمن المجموعات المالية الرئيسية».

مبادرات

ومن مبادرة دبي الذكية، واستراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية «بلوك تشين»، إلى استراتيجية دبي للأمن الإلكتروني، واستراتيجية دبي للميتافيرس، واستراتيجية إنترنت الأشياء، وغيرها الكثير، يؤكد خبراء أن سلسة المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

فتحت آفاقاً جديدة في مختلف القطاعات الاقتصادية من خلال تمكين التحول الرقمي وتعزيز التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية وريادة الأعمال في الإمارة، جعلتها ضمن المدن العشرين الأكثر ابتكاراً في العالم، وأسهمت كذلك بوضع الإمارات في المراتب الأولى على العديد من مؤشرات الابتكار العالمية.

ويحظى قطاع التكنولوجيا والاتصالات بأهمية كبيرة لدى كافة الجهات الحكومة والخاصة المعنية به، وعلى رأسها دبي الرقمية والحكومة الذكية، وغيرها من الشركات الخاصة التي لا تتوانى أبداً عن إظهار مدى تقدم وتطور الإمارة، إذ تسعى إلى الاعتماد على التكنولوجيا في جميع مناحي الحياة، لتثبت للعالم أجمع بأن الابتكار هو أحد أهم عوامل تحقيق النجاح.

الاستثمار في التكنولوجيا

وأتى قرار دبي في نوفمبر الماضي باعتماد إنشاء صندوق بقيمة مليار درهم لدعم شركات التكنولوجيا المتقدمة في دبي وتشجيعها على الإدراج في أسواق دبي المالية وبورصتها، كمحفز أساسي للإنتاج التقني في الإمارة ومحرك رئيسي لتحريك عجلة النمو في القطاع وكفالة استدامته، لا سيما مع وجود الاهتمام من قبل المستثمرين للتحرك نحو الاستثمار في هذا القطاع الحيوي في دبي التي باتت بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجهة عالمية للابتكار والتطور التكنولوجي، وأحد أهم الأسواق العالمية الواعدة والحافلة بالفرص على مستوى العالم.

مدينة دبي للإنترنت

وتعتبر مدينة دبي للإنترنت اليوم أحد أهم محركات الابتكار الرئيسية في الإمارة ودعم إنجازات رواد الأعمال والشركات العاملة ضمن المدينة والتي تحول بعضها إلى شركات مليارية (يونيكورن) لتنطلق من دبي إلى العالمية، بفضل القيمة الكامنة فيها والآتية من الابتكارات التي تساعد على استغلال الفرص الكامنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تحتاج من يقتنصها.

وتأتي أولوية المدينة اليوم لبناء وتعزيز العلاقات مع الاقتصادات الابتكارية، واستيراد أفضل الممارسات، واجتذاب العقول المبدعة التي تعتبر مفتاح تعزيز النمو الاقتصادي وتطوير المدن الذكية، لذا فإن التركيز ينصب على تسهيل دخول الشركات التي تتبنى نماذج الأعمال الجديدة، وتمتلك قيمة ابتكارية.

وتسهم مدينة دبي للإنترنت اليوم بالتحول من اقتصاد المعرفة إلى الاقتصاد الابتكاري، كونها وجهة لهذه التحولات الخلاقة على المستوى الإقليمي والعالمي، إضافة إلى مسؤولية مدينة دبي للإنترنت بالاستعداد للتغيرات القادمة وتجهيز بيئة الأعمال لتلبية الحاجات الجديدة، وجذب أفضل المواهب العالمية القادرة على أداء متطلبات المرحلة القادمة من التطور الإنساني والتي يصوغها الابتكار.

وعملت مدينة دبي للإنترنت عملت منذ تأسيسها على تطوير بيئة الأعمال التكنولوجية، لتمكين دبي من تنويع اقتصادها وتكريسها عاصمة تكنولوجية تضم أهم الشركات العالمية، و12 مركز ابتكار تطور بيئة الأعمال التكنولوجية في المنطقة، لتكون مدينة دبي للإنترنت منصة لتبادل الأفكار والخبرات، ومساعدة الشركات على ابتكار أنماط حياة وحلول ذكية لزيادة كفاءة المدن.

استثمارات كبيرة

ويصل حجم استثمارات صناديق الاستثمار والمحافظ المحلية والدولية في الشركات الناشئة في مدينة دبي للإنترنت حالياً إلى نحو 20 مليار درهم، وذلك منذ تأسيس المدينة قبل 23 عاماً تقريباً، ما يجعلها من أكبر الجهات الداعمة لرواد الأعمال في الإمارة وإحدى أكبر المنصات الإقليمية التي تجمع شركاء القطاع في مكان واحد، إن لم تكن أكبرها على الإطلاق.

واليوم تستهدف مدينة دبي للإنترنت الوصول بالمبتكرين والعاملين بالمدينة في قطاعات تقنية المعلومات المختلفة إلى نحو 40 ألف شخص خلال السنوات القليلة المقبلة، مقارنة بنحو 25 ألفاً حالياً يعملون في أكثر من 1600 شركة بالمدينة.

استقطاب المواهب

ومع تعدد المقومات التي تتمتع بها الإمارة في عالم المال والأعمال وآفاقها الاقتصادية الواعدة، هناك تركيز من دبي على استقطاب المواهب والكوادر البشرية المتخصصة والمبدعة في كافة القطاعات وخاصة اقتصاد المستقبل الرقمي.

إضافة إلى كونها مدينة عالمية والسياسات الحكومية التي تعتمد نهجاً عصرياً ومتطوراً يستشرف ويواكب المستقبل، خصوصاً في مجال البرمجة الجديدة الذكاء الاصطناعي وتسريع تعلم الآلات الذكية. ويلفت الخبراء إلى أن دبي باتت الوجهة الأبرز لمواكبة أحدث الاتجاهات التي يشهدها قطاع التقنيات والذكاء الاصطناعي.

نقطة تحول

قال أسامة آل رحمة رئيس تطوير الأعمال في بنك الإمارات للاستثمار: «إن خطة D33 تضع دبي على خريطة الاقتصاد العالمي كمنافس أكثر تنافسية وبالتالي أكثر استدامة قائم على التنوع الاقتصاد المعرفي الذي يشكل ضمانات للمستقبل خصوصاً في ظل التحولات والمتغيرات الاقتصادية التي نراها من حولنا اليوم. وأضاف أن المبادرة تخلق بيئة مثالية لشركات اليونيكورن، وستجعل اقتصاد دبي والإمارات أكثر استدامة وتنافسية».

وأضاف آل رحمة: «نعتقد أن مبادرة D33 هي بكل تأكيد نقطة تحول كبرى في ترسيخ مكانة دي كمركز اقتصادي عالمي وفقاً لرؤية وأهداف ومستهدفات واضحة المعالم من شأنها أن تشحذ الهمم في كل القطاعات المساندة وخصوصاً القطاع الخاص نحو ترجمة هذه الرؤية إلى خطط استراتيجية».

وتابع أن «نجاحات دبي تتواصل وهي أيضاً تؤسس للمرحلة المقبلة التي ستكون فيها دبي المنافس العالمي الأول على ساحة الاقتصاد العالمي، وأعتقد أن دبي جديرة بهذه المكانة العالمية لأنها أسست لمثل هذه الرؤية العالمية منذ أمد بعيد والانطلاق نحو الأفق العالمي، مع توفر الجهاز التنفيذي اللازم لترجمة هذه الرؤية نجاحات على أرض الواقع.

كما أؤكد أن هذه الرؤية تضعنا كقطاع خاص ومؤسسات مالية وتقنية أمام تحدٍ كبير لمحاولة الاستلهام من هذه الخطة ووضعها ضمن خططنا المؤسساتية لإكمال هذه الخطة المباركة».

الاقتصاد الجديد

ومهدت الطموحات التي حملها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لقطاع التكنولوجيا لبناء الاقتصاد الجديد في المنطقة والذي مكّن الشباب الجديد من الابتكار وخلق نماذج عمل جديدة تناسب واقعه وطموحاته المستقبلية».

ومنذ إطلاقها قبل ست سنوات تقريباً، أتاحت مبادرة «مليون مبرمج عربي» إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والتي أشرفت عليها مؤسسة دبي للمستقبل، تمكين المواهب بالمهارات الرقمية الأساسية، بما في ذلك تطوير البرمجيات وتطبيقات الهواتف المتحركة، والتحليلات الرقمية.

وقد انعكست نتائج المبادرة بالفائدة على الشباب العربي في المنطقة، وعلى الشركات الإقليمية والعربية التي لديها حاجة ماسة لتوظيف المواهب الرقمية. وفتحت المبادرة باب الفرص واسعاً، لأكثر من مليون مبرمج عربي للانطلاق في مشاريع جديدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن الإلكتروني وتعلم الآلة، وغيرها.

أبواب مذهلة

وقال نوفل العوالي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أوبفيوس تكنولوجيز» أنه لطالما وضعت دبي معايير عالية للابتكار والتكنولوجيا ووضعها الاقتصادي العام، حيث تقدم نفسها كمدينة فاخرة لتكون جزءاً منها. إن إعلان الإمارة الأخير عن الأجندة الاقتصادية D33 التي تم تحديدها استراتيجياً للعقد القادم لا بد أن يدعو إلى مزيد من التقدم في تنميتها الاقتصادية.

وأضاف: «إن تقديم 100 مشروع تحويلي بهدف الوصول إلى أكثر من 32 مليار درهم ومضاعفة معاملاتها الدولية لتصل إلى أكثر من 25 تريليون درهم على مدى العقد القادم سيفتح أبواباً مذهلة أمام المنطقة».

التزام راسخ

أكد عمّار المالك، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم – القطاع التجاري، ومدير عام مدينة دبي للإنترنت أنه بفضل الرؤية المستقبلية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمكنت دبي من إرساء شراكات راسخة مع أهم صناع التكنولوجيا واستقطاب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم، نظراً لما تقدمه الإمارة من بيئة أعمال جاذبة وتنافسية مدعومة ببنية تحتية متطورة وأطر تنظيمية مرنة.

وأضاف: نؤكد التزامنا الراسخ بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، والعمل على تنفيذ رؤيتها لترسيخ مكانة دبي كإحدى أبرز المدن في العالم وأفضل الوجهات التي يرغب الجميع في العيش والعمل فيها. (دبي – البيان)

طباعة
Email




التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.